الأحد، 7 أكتوبر 2018

في ذكرى ماجد .

في ذكرى ماجد

اليوم تمُر الذكرى الخامسة لشقيق زوجتي ، وأخي أيضا ماجد رحمة الله عليه كان إنسانا طيبا إلى أبعد الحدود وخدوما ومحبا ، كان إبنا بارا إلى أبعد مدى لا يستطيع أغلبنا مجاراته فيه ، كان لايؤذي أحدا ، بل كان حتى لايعرف كيف يكون الأذى .
رحل ماجد مبكرا إذ يبدو أن الله سبحانه يدخر هذا النوع النادر من البشر لحياة أفضل ... رحل لكن ذكراه بيننا باقية عطرة 
رحل تاركا خلفه أما كانت تنعم ببره كما لا تنعم كثيرات من الأمهات ، وحتى اليوم نفشل في نهيها عن قسمها الوحيد : " ورحمة إبني " 
كما ترك ماجد خلفه زوجة طيبة وابنتان ، فبقيت الزوجة على العهد ترعى ابنتيها وتزود عنهما حتى صارت الكبرى مهندسة و أولى دفعتها ومعيدة بالجامعة ، وهاهي الصغرى تسير في دراستها الجامعية بتفوق كأختها .
رحل ماجد تاركا خلفه ثلاث شقيقات كان هو الأكبر وكن دائما ومازلن يتحدثن عنه بكل حب وكن يتندرن - في حياته - على خجله : " ماجد أكتر واحد بيتكسف فينا " ، أما اليوم فحين تذكر أي واحدة منهن إسمه وسيرته تراها وقد لمعت عيناها واتسعت إبتسامتها ورفعت ذقنها لأعلى بزهو وتطلع نحو السماء وكأنها طفلة تناغي وكأن روحه تلاعبها من عليين .
رحل ماجد تاركا خلفه جيشا من الأصحاب والأقارب والجيران وزملاء العمل يلهجون بالثناء على خصاله وسيرته الطيبة .
كان ماجد مصطفى عبد المعبود ماجد إنسانا عاديا جدا من وسط الناس لكنه كان غير كل الناس ،إذ مر بدنيانا مرور الكرام دون أن يؤذي ولو نملة ، بل كان يربي العصافير الملونة الجميلة ، ولم يبع يوما عصفورا - كما يفعل عادةً مُعظم هواة العصافير - لكنه كان يهدي منها دائما لكل من يحب العصافير .
كان ماجد مصطفى عبد المعبود ماجد شقيق زوجتي وياله من فخر لو تعلمون .
رحمة الله على ماجد ، و على عالم يندر فيه أمثاله.
طارق فهمي حسين

١٢ سبتمبر ٢٠١٨