الأربعاء، 18 يوليو 2018

ليلة سليم حداد



ليلة سليم حداد




في إطار النشاط الثقافي الملحوظ والمُتصاعد الذي يدور بين جنبات أتيليه القاهرة في الفترة الأخيرة عُقدت بالأمس الثُلاثاء 17 يوليو 2018 أُمسية شعرية للشاعر سليم حداد .وسليم حداد هو الإبن الأكبر لوالد الشُعراء فؤاد حداد ، وهو بالأساس مُهندس مدني تخرج من الكُلية الفنية العسكرية وقضى حياته المهنية كمُهندس في السلك العسكري حتى وصل إلى مرحلة التقاعُد ، وكما روى بنفسه في الأُمسية فإن بداياته مع الشعر كانت وهو – بعد – طالب بالثانوي حيثُ كانت أول قصائده في رثاء السيدة أُم كلثوم حين رحلت في عام 1975 ، واستمرت محاولاته الأولى بعض الوقت ، وعرض بعضها على والده فؤاد حداد الذي أبدى استحساناً كبيراً ،كما أبدى أسفه إذ لم يعرض عليه "سليم"أشعاره من قبل إذ قال له :أنني قد نشرت أشعاراً لآخرين أقل كثيراً من أشعارك ،وشجعه على الإستمرار ، إلا أن إلتحاق سليم حداد بالكُلية الفنية العسكرية ،ثُم انخراطه في السلك العسكري إبتعدا به تماماً عن كتابة الشعر ، لكنه وبعد عقود ، وتحديداً في 2007 عاوده الحنين إلى الشعر وغالبه نداء الموهبة الأكيدة فعاد لكتابة الشعر ، حتى كانت ثورة 25 يناير 2011 فتفجرت موهبة سليم حداد وانسال مخزون تجربته الحياتية وثقافته الواسعة متدفقين في نهر موهبته الهادر فإذا به – وكما أخبرنا في الأمسية – يكتب تقريباً   "كُل يوم قصيدة " حتى أثمر ذلك عدداً من الدواوين ، تم نشر ديوانان منها حتى الآن وعدد آخر من الدواوين تنتظر الطبع ، أو بالأحرى تنتظرها – بلهفة – المطابع .
ألقى سليم حداد في الأُمسية عدداً من القصائد والتي تُفصح عن إنشغال شاعرنا بالوطن وبالإنسان ، وأيضاً بالحُب والجمال ، وتنُم عن مشروع شعري مُختلف ومُتميز.
حضر الأُمسية جمهور مُتميز من الشعُراء والكُتاب والنُقاد كان منهُم الشاعر الكبير سمير عبد الباقي ، والشاعر الكبير أمين حداد ، و الشاعر والروائي أحمد الجنايني رئيس مجلس إدارة الأتيليه والشُعراء أحمد حداد وحُسام حداد ، والكاتب الصحفي والأديب ،أُسامة الرحيمي ، والروائية الكبيرة مُنى الشيمي ، و المُثقف الكبير تامر هاجوج ، والأديب سعد الدين حسن ، والناقد د. شبل الكومي ، والشاعر والمسرحي علي أبو سالم والكاتب والمؤرخ يوسف محمد و د. أُمنية عامر الأُستاذ  بكُلية الآداب
أدار الأُمسية الأُستاذ الكاتب  والناقد أمل سالم مسئول اللجنة الأدبية بأتيليه القاهرة، والذي يقف خلف النشاط  المتميز   والحياة التي دبت في أركان أتيليه القاهرة ، وأعادته مركزاً حقيقياً للإشعاع الثقافي ، وعاد مقصداً للمُثقفين من أعضاء الأتيليه وسواهم .
 امل سالم  دعا الحضور للحوار حول الشاعر وأشعاره التي ألقيت في الأمسية ، حيث شهدت الندوة   مداخلات  ساخنة "   فأدلى الشاعر والمسرحي علي أبو سالم برأيه وانطباعاته الأولي حول أشعار سليم حداد ، في حين ألقى الشاعر الكبير سمير عبد الباقي باللوم على مُنظم الأُمسية بأنه لم يقم بدعوة أحد أو بعض النُقاد لتناول أشعار سليم حداد بالنقد ، وأوضح الأُستاذ أمل سالم ، وأيده في ذلك الشاعر سليم حداد نفسه أن هذه الأُمسية تُمثل بطاقة تعارُف أولية مع الشاعر ومايكتُب من أشعار ، ورُبما يتم ما طالب به الشاعر سمير عبد الباقي في لقاءات تالية .
كما عبر الشاعر سمير عبد الباقي عن أنه كان يتمنى أن تكون الأمسية بمثابة " ليلة حدادية " نستمع فيها إلى أشعار كل من أمين وأحمد وحُسام حداد إلى جانب سليم حداد ، وكذا إلى السرد القصصي للكاتب حسن حداد ، وأن يتوج كُل ذلك بإلقاء أشعار فؤاد حداد ، وعلق من بين الحضور طارق فهمي حسين ( كاتب هذه السطور ) بأن ذلك كان سيحول الأمسية إلى أمسية لفؤاد حداد ، وهذا رغم كونه بالطبع شيْ جميل ومطلوب ، لكنه أيضاً على الجانب الآخر يحق لكُل من هؤلاء المُبدعين – و إن حملوا جميعهم لقب حداد وافتخروا به – لكنه يحق لكُل منهم أن يعبر عن نفسه وعن إبداعه الخاص دون أن يُلقي  العملاق فؤاد حداد بظلاله على هذه الإبداعات التي يتميز بها كُل واحد منهم ، ولخص الشاعر الشاب حُسام حداد الأمر ببلاغة بقوله أنه – وأنهم جميعاً – يعتزون ويفخرون بحمل إسم فؤاد حداد في شهادات الميلاد ، وليس في الشعر لأنهم أولاً لايريدون ولا يستطيعون أن يسقطوا في فخ المُقارنة التي لاسبيل إليها بالنسبة لأي شاعر ، وثانياً لأن لكل منهم شخصيته الشعرية المُستقلة ، والتي لم تتأثر بعالم فؤاد حداد الشعري إلا بالقدر الذي تأثر وسوف يتأثر به دائماً كُل من يصف نفسه بأنه شاعر ، وإن كان أبناء فؤاد حداد يتمتعون بالتأكيد بميزة العيش في بيته وفي أجواء هذا البيت المسكونة بالشعر .
كانت بالتأكيد أُمسية شديدة الجمال ، عطرها الشاعر سليم حداد بعدد من قصائده النابضة بالحياة والمُفعمة بالفكر والجمال معاً ، وترك الحضور في لهفة وترقب لتلقف القادم من دواوينه .

طارق فهمي حسين
يوليو ٢٠١٨
=================
تم نشر هذا المقال بموقع "بتانة نيوز بتاريخ الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٨

رابط المقال :

http://41.65.186.201/news-details.aspx?Q=45306&C=3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق