الحُب الأول ومزاعم إحسان !
======
صباح الخير
اليوم ١٥ / ٤
في مثل هذا اليوم منذ عقود طويلة أمسك صلاح طالب كلية التجارة بقطعة من الحجر الطباشيري و كتب بها إسم محبوبته سميحة طالبة الثانوي و إسمه على أحد الأعمدة الأثرية بصحراء مصر الجديدة و غنى لها أعذب الكلمات و الألحان ، لكن كل هذه المشاعر التي جاش بها قلب صلاح الغض ، و كل تلك العذوبة و الجمال الذي يطل من خلف عيون سميحة البريئة الساحرة ... كل ذلك لم يشفع لهذا الحب البكر لدى الكاتب إحسان عبد القدوس رغم الرومانسية التي بها اشتهر ، فأصدر من برجه العاجي حكما جائرا على حب سميحة و صلاح بالفشل ، و لم يكتف بذلك بل أصدر " قانونا" ما أنزل الله به من سلطان حين اقترف مقولته الشهيرة :"في حياة كل منا وهم كبير إسمه الحب الأول "!
و كنت أفضل أن يترك لنفسه خط رجعة ما فيقول مثلا :"في حياة البعض " لكنه أبى إلا التعميم المخل و كأنه لمجرد أنه كاتب بارع كثيرا ما رصد بصدق أدق المشاعر الإنسانية ، قد امتلك ناصية الحقيقة المطلقة فكان حكمه هذا الجائر .
لكن شابا صغيرا في مطلع ثمانينيات القرن الماضي جلس على دكة خشبية تطل على بحر الأسكندرية الساحر عند شاطيء ميامي و صرح إلى إبن عمه و ابن جيله الجالس إلى جواره بكل سخط و ثقة مهاجما إحسان عبد القدوس بأن : ما تصفه أيها الكاتب الكبير بأنه وهم كبير هو الحقيقة الأولى ، و أحيانا الوحيدة ،في حياة الكثيرين .
منذ ذلك اليوم و بسبب ذلك التصريح تراجعت و لو قليلا مكانة إحسان عبد القدوس كأحد أمراء الرومانسية العالمين بخفاياها و أسرارها ، أمام فتى عشريني غر يجلس مواجها البحر و يملك قلبا ينبض و فطرة لم تكن قد علقت بها أية شوائب .
المجد لسميحة و صلاح و لكل سميحة و لكل صلاح و المجد للحب الأول سواء توج بالوصال أو سقط صريع الفراق لكنه يبقى أبدا لحظة الميلاد الحقيقية لقلوب تتهيأ لبدء طريق الآمال و الآلام على درب الحياة .
اليوم ١٥ / ٤
في مثل هذا اليوم منذ عقود طويلة أمسك صلاح طالب كلية التجارة بقطعة من الحجر الطباشيري و كتب بها إسم محبوبته سميحة طالبة الثانوي و إسمه على أحد الأعمدة الأثرية بصحراء مصر الجديدة و غنى لها أعذب الكلمات و الألحان ، لكن كل هذه المشاعر التي جاش بها قلب صلاح الغض ، و كل تلك العذوبة و الجمال الذي يطل من خلف عيون سميحة البريئة الساحرة ... كل ذلك لم يشفع لهذا الحب البكر لدى الكاتب إحسان عبد القدوس رغم الرومانسية التي بها اشتهر ، فأصدر من برجه العاجي حكما جائرا على حب سميحة و صلاح بالفشل ، و لم يكتف بذلك بل أصدر " قانونا" ما أنزل الله به من سلطان حين اقترف مقولته الشهيرة :"في حياة كل منا وهم كبير إسمه الحب الأول "!
و كنت أفضل أن يترك لنفسه خط رجعة ما فيقول مثلا :"في حياة البعض " لكنه أبى إلا التعميم المخل و كأنه لمجرد أنه كاتب بارع كثيرا ما رصد بصدق أدق المشاعر الإنسانية ، قد امتلك ناصية الحقيقة المطلقة فكان حكمه هذا الجائر .
لكن شابا صغيرا في مطلع ثمانينيات القرن الماضي جلس على دكة خشبية تطل على بحر الأسكندرية الساحر عند شاطيء ميامي و صرح إلى إبن عمه و ابن جيله الجالس إلى جواره بكل سخط و ثقة مهاجما إحسان عبد القدوس بأن : ما تصفه أيها الكاتب الكبير بأنه وهم كبير هو الحقيقة الأولى ، و أحيانا الوحيدة ،في حياة الكثيرين .
منذ ذلك اليوم و بسبب ذلك التصريح تراجعت و لو قليلا مكانة إحسان عبد القدوس كأحد أمراء الرومانسية العالمين بخفاياها و أسرارها ، أمام فتى عشريني غر يجلس مواجها البحر و يملك قلبا ينبض و فطرة لم تكن قد علقت بها أية شوائب .
المجد لسميحة و صلاح و لكل سميحة و لكل صلاح و المجد للحب الأول سواء توج بالوصال أو سقط صريع الفراق لكنه يبقى أبدا لحظة الميلاد الحقيقية لقلوب تتهيأ لبدء طريق الآمال و الآلام على درب الحياة .
طارق فهمي حسين
إبريل ٢٠١٨