السبت، 26 مايو 2018

محمود حميدة

محمود حميدة.
==========




اليوم قضيت وقتا جميلا ثريا و ممتعا ومفيدا أيضا مع صديقي القديم العزيز و الكبير محمود حميده .
محمود حميده الذي عرفته منذ أكثر من ٣٥ سنة و عبر عقود لم يتغير و لم يتحول ، و إنما - ككل المعادن الثمينة و الأحجار الكريمة - يزداد وهجا و ألقا وأصالة و لم تزده أضواء النجومية إلا تواضعا و حكمة ، و لم تأخذ منه السنوات إلا بعض اندفاع الشباب دون حماسهم .
محمود حميدة قيمة إنسانية و ثقافية كبيرة بأكثر مما يظن الكثيرون .
منذ مطلع شبابي -وشبابه- كان محمود حميده (بعد أبي وصحبه العظام المدهشين) أحد الأبواب الرحبة إلى عالم الثقافة و المعرفة بالنسبة لي ، فكنا في أوائل الثمانينيات نشتري مناصفة من سور الأزبكية عشرون نصا مسرحيا مثلا ، و نقتسمهم و حين ينتهي كلانا من القراءة نتبادل المجموعتين لاستكمال القراءة ليستقر كل نصف في مكتبة أحدنا ( و مازالت في مكتبتي حتى اليوم ) .
وحتى يومنا هذا مازال محمود يفتح لي نوافذ و أبواب جديدة على عوالم أرحب من الثقافة و الشعر و الإنسانية ..
مثلا منذ ما يقرب من سنوات ثلاث إتصل بي نهارا و أنا جالس إلى مكتب الوظيفة ليسألني مباشرة : إنت قريت كتاب "جزيرة الأحياء " لأمين حداد ؟ فأجبت بالنفي محاولا الاستفسار عن طبيعة الكتاب ، فقاطعني : هاته بس و اقراه .
و قد كان ، فقرأت جزيرة الأحياء لتنفتح أمامي عوالم من الشعر و السحر وجميل البشر و لأخرج من كتاب أمين حداد لأجدني وجها لوجه مع أمين حداد بشحمه ولحمه كما يقولون ، لكني وجدته بنوره وصفوه لتصير صداقة شخصية و أخوة وتواصل إنساني يمتد من أمين إلى حسن إلى سليم حداد و كل أفراد أو -للدقة- زهور وزهرات جنة البشر التي يتشكل منها آل حداد و آل جاهين بشرا شعراء وقصاصون و حكاءون و صانعوا جمال بكل أشكاله .
تداعت معي المعاني لكني أعود إلى النبع الرقراق الذي بدأت من عنده كلامي ...محمود حميده منجم النفائس البشرية وصديق نادر الوجود ...شكرا.
طارق فهمي حسين
إبريل ٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق