أشتاق لتلك الأيام... أشتاق للكُتب خان بأناقتها وأناقة القائمين عليها، وندواتها وحفلات التوقيع المُمتعة، أشتاق لمكتبة مصر الجديدة العامة وفعالياتها وابتسامة ودأب مُديرتها الصديقة إيمان مهدي، أشتاق لجاليري ضي ولوجه صديقي محمد حربي البشوش ولرصانته وإدارته البديعة للندوات، وهدوء وتواضُع الأُستاذ هشام قنديل وكأنه لا يفعل كُل ما يفعل من أجل نشر الثقافة والجمال وتشجيع شباب الموهوبين! أشتاق لندوات المركز الدولي للكتاب التي تؤكد - ولو رمزيًا- أنه هُنا كانت يومًا ما دولة تُدرك أهمية الثقافة ، اشتاق لمكتبة آدم بواجهتهاالأنيقة وما تزينها من مقتنيات مدهشة، وداخلها الجميل المبهج وصاحبها الأنيق الودود الصديق البورسعيدي الجميل مجدي رضوان... أشتاق لساقية الصاوي وحفلات اسكندريلا ووجيه عزيز ورترو٠٠٠ مس جنون الفن الذي يُصيب حازم شاهين وصحبه فوق المسرح وتفاعُل ، بل وتوحد الجمهور معهم، واحتضان وجيه عزيز الحالم لعوده والكهرباء التي تسري في الأرواح مع انطلاق صوته، وعفرتة أحمد حدّاد وفاطمة عادل وداليا الجندي وصحبهم ، وأشعاره التي تسقي الروح أكسير الشباب..
أشتاق لمسرح الأوبرا الصغير، أمين حدّاد واقفًا منتصب القامة مرفوع الهامة وهو ينشد أشعاره المُدهشة " المُشجنة"، ومحمد عزت يُحيلها ألحانًا جميلة ومي حدّاد تجلس وادعة بوجهها الإيقوني وصوتها الملائكي مُثبتّة كوعها إلى جنبها ومُحركة باقي ذراعها بشكل لا إرادي طربًا وفهمًا لما تشدو به...
اشتقتُ لمسرح الفلكي عبقري التصميم وإلى عروض فرقة " اللعبة" المسرحية، وفرقة "أتيليه المسرح" المُدهشة المُبشرة بغٍد مسرحٍي أجمل ...
اشتقتُ لكُل وجوه الأصدقاء الذين ألتقيهم في كُل تلك الأماكن صُدفًة واتفاقًا، اشتقت لوجه عمنا الكبير زين العابدين فؤاد، المُرحب البشوش وابتسامته التي تسعُ مصر كُلها بل والوطن العربي والعالم، وعينه المُحبة وكاميرته الصغيرة الراصدة المؤرخة...
طارق فهمي حسين
من خلف جُدران العزل الاختياري
في مايو من عام ٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق