#يوم_جميل
أمس الإثنين ٧ يونيو ٢٠٢٢ كان يوما جميلا، فبعد أيام طويلة من الكمون بالمنزل نزلت إلى وسط القاهرة- مسقط رأسي ومهد الطفولة والصبا والشباب- فمررت على مكتبة صديقي "عبد التواب كتب نادرة" بشارع صبري ابو علم حيث ترك لي نسخة هدية من ديوان " الارتفاع المسموح متر" للشاعر الكبير بهاء جاهين وكنت قد بحثت طويلا عن دواوينه دون جدوى( وأظن أنه قد آن أوان إعادة طبعها) ثم توجهت إلى شارع " عيون الحرية"- محمد محمود سابقا- في زيارة أولى لمكتبة " البلد" والتي وجدتها مكانا جميلا شديد النظافة حسن التنسيق ويتلألأ بالجميل من الكتب، مكان مثير للبهجة ؛ وزاده بهجة استضافته لحفل توقيع الروائية المشاغبة نهلة كرم لروايتها الجميلة بحق " خدعة الفلامنجو".
بمجرد دخولي إلى المكان لاحظت البهجة والسعادة التي أشاعتها في الحاضرين نتائج جوائز الدولة وعلى نحو خاص استحقاق- ولا أقول فوز-- الروائي والكاتب والإنسان الجميل Ibrahim Abdel Meguid إبراهيم عبد المجيد لجائزة النيل، غمرتنا جميعا سعادة الحاصلين بأنفسهم على الجائزة وهذا لما في قلوب الجميع من حب وتقدير للأستاذ إبراهيم عبد المجيد .
استقبلني الصديق العزيز مصطفى الطيب Mustafa El-Tayeb مرحبا بابتسامته الواسعة الصادقة، وصافحني بوده الصادق دائما صديقي العزيز الجميل الأستاذ محمود عبد الشكور Mahmoud Abd El Shakour وكذلك "صاحبة الفرح" الجميلة نهلة كرم، بينما وجدت أخي الغالي أسامة الرحيمي وقد سبقني بالحضور وحجز لي مقعدا إلى جواره في الصف الأول.
كانت ندوة ممتعة إذ توافرت لها كل عناصر الجمال والنجاح: الراوية والرواية يتنافسان جمالا، ومصطفى الطيب يدير الحوار ببراعته ومرحه المعتادان، أما الناقد الكبير محمود عبد الشكور فحدث ولا حرج إذ كان - كما عهدناه دائما- خير قارئ وخير محلل وخير مفسر فأضاف للنص الجميل جمالا فوق جمال، فضلا عن المداخلات القيمة والذكية من جمهور الندوة رفيع المستوى، والتي أثلجت صدري وطمأنتني أن بلادي ما زالت تنجب أجيالا تعرف كيف تكتب وتعرف أيضا كيف تقرأ... هي مصر التي لا تكف عن أن تكون جميلة مهما ادلهم الظلام.
سعدت بلقاء عدد من الأصدقاء وتبادلت مع صديقي الجميل الفنان رفيق الطويل Rafik Al Taweel التقاط الصور المعتادة،
أسعدتني نهلة بإهداء رقيق كصاحبته ، ولم أتمكن من الحصول على إهداء من المبدعة نورا ناجي Nora Nagi على نسختي من مجموعتها القصصية الفذة " مثل الأفلام الساذجة" بحجة أن " شاشة الكيندل" لا تصلح للكتابة عليها بالقلم الجاف، لكن ذلك لم يفت في عضدي فاستبدلت الإهداء بصورة مع نورا وغلاف الكتاب على شاشة الكيندل.
نزلنا من مكتبة البلد منتشين بالندوة الممتعة وبلقاء الأصدقاء وعرجنا أخي أسامة الرحيمي وأنا على دار ميريت حيث استقبلنا بحفاوة بالغة الأستاذ محمد هاشم، وأسعدنا الحظ بوجود د. نبيل عبد الفتاح الكاتب والباحث السياسي الكبير، وبفائض المحبة الذي يملكه قدمني إليهما أخي أسامة مشددا على الإسم الثلاثي( كما أحب وأحرص) ، فجرى على لسان كل منهما أطيب الذكر عن أبي وسيرته العطرة المشرفة فكانت جلسة طيبة وحديث ممتع ومفيد، وتكرم د. نبيل والأستاذ محمد هاشم بإهدائي نسخة من أحدث مؤلفات د. نبيل وإصدارات ميريت وهو كتاب " الحرية والحقيقة- تحديات الثقافة والمثقف المصري" وتكرم د. نبيل بإهداء رقيق على الكتاب، عند انصرافنا أوصلنا أ. محمد هاشم للباب ونظر لي باسما مصرحا: "أبوك كان أخف دم في مصر"... لا تدري يا أستاذ كم أسعدتني هذه العبارة
كنت ، لدى دخولنا للعمارة التي يوجد بها مقر دار ميريت، قد لاحظت أن لافتة " عاش هنا فؤاد حداد" لا تزال غائبة، وكنت قد فهمت من قبل أنها نزعت لتجديدها، فلعل المانع خيرا!
غادرت أخي أسامة ووسط البلد كله سعيدا منتشيا متجدد النشاط و... جعااااان!
عدت لبيتي نحو الحادية عشر ليلا لأجد زوجتي هي الأخرى لم تتناول طعاما منذ وجبة الإفطار وتنتظرني- كعادتها- " علشان نتغدى سوا"!
طلبنا طعاما بالتليفون و" تغدينا" عند انتصاف الليل، وتخوفا من مشاكل الهضم جلسنا نشاهد التلفاز حتى الفجر، صلينا، وواصلنا المشاهدة حتى السادسة صباحا ثم نمت بعد يوم لطيف جدا سيكون خير زاد يعينني على جولة جديدة من الكمون البيتي.
طارق فهمي حسين
٨ يونيو ٢٠٢٢
======
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق