أبي ... فهمي حسين ... مجددا و دائما
اليوم 31 أغسطس هو ذكرى ميلاد أبي رحمه الله و أكرم مثواه ...
كان أبي ليس كمثله أب في زمننا هذا ، كان الرجولة و المثالية و الحزم و الحنو و التفهم و الوضوح ، كان الوعي و الثقافة و الجدية و البشاشة ، كان اﻹعتزاز بالنفس و بالجذور ، و كان التواضع الجم و الرقة الشديدة مع من وضعتهم الحياة في مرتبة أقل على أي صعيد كان ...
كان أبي الإحساس العميق بالفقراء و الضعفاء و البسطاء ، و كان الشوق الشديد للعدل و الحق و الخير و الجمال ...
كان لا يخشى سلطة و لا يهاب عدو ، و لم يكن له أعداء سوى أعداء الوطن و أعداء الحياة ، كان أبي معادلة تستعصي على فهم الكثيرين ... فكان محبا للحياة زاهدا فيها في آن معا ، جاب أبي معظم بلدان اﻷرض ، و أقام في أفخم الفنادق و قصور الضيافة ، و جلس إلى مشاهير السياسة و الثقافة و الفن ، و ظل حتى اليوم اﻷخير يستمتع بالجلوس على اﻷرض و الإرتواء من " القلل الفخارية و يأنس بالجلوس إلى بسطاء قريته و الحديث معهم ....
هكذا كان هو كما لم يكن أحد سواه ، و رغم أن الكثيرين كتبوا القصص و الروايات و المسرحيات عن الريف و الفلاح المصري و منهم من أبدع و تميز إلا أن قصص فهمي حسين القصيرة التي تتناول حياة الفلاحين و عمال التراحيل في ريف مصر تبقى هي الأبدع و اﻷكثر صدقا على اﻹطلاق ، و رغم نشأته في شريحة عالية نسبيا من الطبقة الوسطى إلا أن إحساسه العميق باﻵخرين و موهبته المفرطة في رصد الواقع المحيط جعلاه قادرا على تناول حياة البسطاء و التعبير عنها في كتاباته بأكثر مما فعل كثيرين ممن نشأوا هم أنفسهم تلك النشأة البسيطة . لذا كان فهمي حسين و سيظل معادلة عصية على التحقق في شخص آخر و نموذجا إنسانيا نادرا سبحان الذي خلقه و وهبه و سبحانه هو من ندعوه أن يتغمده برحمته و يغدق عليه من خزائن عطفه و عفوه و يفتح له أرحب أبواب جنته .
طارق فهمي حسين
31 أغسطس 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق