يوم أن وُلـد " إيهاب "
اليوم 16 نوفمبر هو عيد ميلاد " شقيقي " المهندس الفنان إيهاب نبيل ، هو بالفعل شقيقي و إن كان من أم و أب آخرين ، لكن أمه (حفظها الله ) شقيقة أمي (رحمة الله عليها)، و إن كانتا أيضا من أم و أب مختلفين !!
تزوج والدا إيهاب الكريمين بعد أبي و أمي ببضع سنوات و سكنا في ذات الشقة التي إنتقلت أسرتي أنا منها ، و ولد " هابي " بعدي بسنوات قلائل - كما تفصح الصورة- و لما لم يكن لي في تلك السن المبكرة شقيق ولد ، ( إذ أنعم الله علي بشقيقتي الوحيدة " موله " أو أمل التي حظيت بشرف تسميتها و أنا لم أتم الرابعة من عمري ) فكان مجيء "هابي" أمرا هاما و مبشرا بالنسبة لي للغاية ، و قد كان ... نشأنا معا في كو اليس مسرح القاهرة للعرائس و جنبات حديقة نقابة الصحفيين و مدرسة النيل القومية و نادي القاهرة الرياضي و بيتهم الذي كان بيتنا، و بيتنا الذي مازال بيتهم ... لعبنا معا و حلمنا معا و شببنا معا ، و شهدنا معا قصص حب كلانا فتزوج "هابي " من إبنة جيراني و شقيقتي إيليني عياد (التي أهداني أبوها الجميل الراحل أكبر فانوس رمضان حصلت عليه في حياتي ) ، مامن مناسبة سعيدة أو غير ذلك في حياتي إلا وجدت كتف إيهاب في كتفي ، في بيتهم أي بيتنا حاول شقيقي هابي أن يعلمني بعض العزف على البيانو النادر (ماركة هوفمان) الخاص بوالده عمي الفنان و أستاذ الكمان الرائع نبيل كمال ( حفظه الله ) و تتبع هو خطاي في السباحة و تنس الطاولة بعض الوقت ... حين إلتحقت بالقسم الحر بالمعهد العالي للفنون المسرحية داهمني بدء الدراسة و أنا لم أتعافى بعد من عملية جراحية ، أمام إصراري على الحضور من اليوم الأول كان إيهاب يحضر ليأخذني من البيت بسيارتي أحيانا و بسيارته أحيان أخرى هو يقود و أنا ممدد على الكنبة الخلفية حتى باب المعهد و عند إنتهاء المحاضرات أجده في إنتظاري ليعيدني إلى البيت ... ، في أحد الأيام إستوقفت لجنة مرورية إيهاب و هو يقود وحده سيارة شقيقتي ، و حين إطلع الضابط على الرخص فقرأ رخصة القيادة : إيهاب نبيل كمال بطرس ، و رخصة السيارة : أمل محمد فهمي حسين ، رفع حاجبيه إلى أقصى ما يمكن أن يصلا إليه من إرتفاع على جبهته و نظر إلى إيهاب متسائلا ، فأجاب بثبات : عربية أختي ، فأعاد له الضابط الرخص في صمت و حرج !
وفي تلك المرحلة الحمقاء من سني الشباب ، والتي سببت لي الكثير من الخسائر ، كُنا يوماً في الأسكندرية نقضي المصيف مع أُسرتينا ( في شقة واحدة مؤجرة مُشتركة ) وجرفني جنوحي إلى رغبة مُلحة في التوجه فوراً إلى إحدى مُدن الدلتا لرؤية فتاة ما ، ولم أجد من يُطاوعني ( بعد أن يئس من نُصحي ) سوى إيهاب ، فركبنا سوياً مع صديقنا نجم كرة القدم في بورسعيد والمُنتخب " هشام صالح " والذي كان عائداً إلى القاهرة للحاق بالمُنتخب ، ركبنا معه في سيارته الصغيرة ضعيفة الفرامل ، وبقيادته شديدة التهور أوصلنا بسلام إلى "موقف البيجو " بمدينة طنطا حيثُ ركبنا من هناك إلى المدينة المنشودة لأجلس مع فتاتي نحو الساعة في أحد كازينوهات المدينة نحدث ، و"هابي جالس وحده إلى طاولة بعيدة نسبياً ، ثم قفلنا - إيهاب وأنا - عائدين إلى الأسكندرية دون أن ينتبه لغيابنا أحد ... حتى اليوم !
كم من المرات التي تم إستدعائي فيها على عجل إلى 5 شارع معروف لأدرك " شقيقتنا " الصغرى نانيس فأرسم لها موضوع الرسم أو أكتب لها موضوع التعبير ، و حين وصلت إلى الثانوي أستدعيت ليلة الإمتحان لألقنها مادة الإقتصاد إنقاذا لما يمكن إنقاذه !!!
و في بحر سيدي كرير الذي هو إمتداد لشاطيء العجمي الشائع عنه أن " الشيخ العجمي لا يحب البنات " ظللنا إيهاب و أنا لأكثر من ساعة نصارع دوامة فتية حتى مكننا الله في النهاية من إنقاذ شقيقتي أمل التي كان قد غلبها اليأس حين خاطبتنا : خلاص أخرجوا إنتوا ! لكننا خرجنا ثلاثتنا سالمين بفضل الله ربما مكافأة لنا على تكاتف سواعدنا ...
حين تخرج إيهاب مهندسا غلبت عليه البيئة الفنية التي نشأ فيها فضلا عن موهبته الشخصية و حساسيته المفرطة فكان لابد أن يصبح مهندسا فنانا أو فنان مهندس ، و قد كان فملأ جنبات "ستوديو عمار" فنا و إبداعا و إتقانا سنوات طوال و مازال يفعل رغم رحيل العملاق عمار الشريعي و رحيل إستوديو عمار ذاته !
و كان دائما من حظي نسخة مبكرة من إبداعات الإستديو ، و كيف لا يكون ذلك و أنا شقيق المهندس إيهاب نبيل
الذكريات تتداعى و الحكايات المشتركة ليس لها آخر، و لن يكون بإذن الله ، فقط أردت في هذا اليوم السعيد أن أطبع قبلة على جبين الأم التي أنجبت أخي إيهاب (هابي) و أن أقول له كل سنة و إنت طيب و سعيد و مبدع و قريب مني كما كنت دائما مهما سببت ظروف الحياة من تباعد اللقاءات.
تزوج والدا إيهاب الكريمين بعد أبي و أمي ببضع سنوات و سكنا في ذات الشقة التي إنتقلت أسرتي أنا منها ، و ولد " هابي " بعدي بسنوات قلائل - كما تفصح الصورة- و لما لم يكن لي في تلك السن المبكرة شقيق ولد ، ( إذ أنعم الله علي بشقيقتي الوحيدة " موله " أو أمل التي حظيت بشرف تسميتها و أنا لم أتم الرابعة من عمري ) فكان مجيء "هابي" أمرا هاما و مبشرا بالنسبة لي للغاية ، و قد كان ... نشأنا معا في كو اليس مسرح القاهرة للعرائس و جنبات حديقة نقابة الصحفيين و مدرسة النيل القومية و نادي القاهرة الرياضي و بيتهم الذي كان بيتنا، و بيتنا الذي مازال بيتهم ... لعبنا معا و حلمنا معا و شببنا معا ، و شهدنا معا قصص حب كلانا فتزوج "هابي " من إبنة جيراني و شقيقتي إيليني عياد (التي أهداني أبوها الجميل الراحل أكبر فانوس رمضان حصلت عليه في حياتي ) ، مامن مناسبة سعيدة أو غير ذلك في حياتي إلا وجدت كتف إيهاب في كتفي ، في بيتهم أي بيتنا حاول شقيقي هابي أن يعلمني بعض العزف على البيانو النادر (ماركة هوفمان) الخاص بوالده عمي الفنان و أستاذ الكمان الرائع نبيل كمال ( حفظه الله ) و تتبع هو خطاي في السباحة و تنس الطاولة بعض الوقت ... حين إلتحقت بالقسم الحر بالمعهد العالي للفنون المسرحية داهمني بدء الدراسة و أنا لم أتعافى بعد من عملية جراحية ، أمام إصراري على الحضور من اليوم الأول كان إيهاب يحضر ليأخذني من البيت بسيارتي أحيانا و بسيارته أحيان أخرى هو يقود و أنا ممدد على الكنبة الخلفية حتى باب المعهد و عند إنتهاء المحاضرات أجده في إنتظاري ليعيدني إلى البيت ... ، في أحد الأيام إستوقفت لجنة مرورية إيهاب و هو يقود وحده سيارة شقيقتي ، و حين إطلع الضابط على الرخص فقرأ رخصة القيادة : إيهاب نبيل كمال بطرس ، و رخصة السيارة : أمل محمد فهمي حسين ، رفع حاجبيه إلى أقصى ما يمكن أن يصلا إليه من إرتفاع على جبهته و نظر إلى إيهاب متسائلا ، فأجاب بثبات : عربية أختي ، فأعاد له الضابط الرخص في صمت و حرج !
وفي تلك المرحلة الحمقاء من سني الشباب ، والتي سببت لي الكثير من الخسائر ، كُنا يوماً في الأسكندرية نقضي المصيف مع أُسرتينا ( في شقة واحدة مؤجرة مُشتركة ) وجرفني جنوحي إلى رغبة مُلحة في التوجه فوراً إلى إحدى مُدن الدلتا لرؤية فتاة ما ، ولم أجد من يُطاوعني ( بعد أن يئس من نُصحي ) سوى إيهاب ، فركبنا سوياً مع صديقنا نجم كرة القدم في بورسعيد والمُنتخب " هشام صالح " والذي كان عائداً إلى القاهرة للحاق بالمُنتخب ، ركبنا معه في سيارته الصغيرة ضعيفة الفرامل ، وبقيادته شديدة التهور أوصلنا بسلام إلى "موقف البيجو " بمدينة طنطا حيثُ ركبنا من هناك إلى المدينة المنشودة لأجلس مع فتاتي نحو الساعة في أحد كازينوهات المدينة نحدث ، و"هابي جالس وحده إلى طاولة بعيدة نسبياً ، ثم قفلنا - إيهاب وأنا - عائدين إلى الأسكندرية دون أن ينتبه لغيابنا أحد ... حتى اليوم !
كم من المرات التي تم إستدعائي فيها على عجل إلى 5 شارع معروف لأدرك " شقيقتنا " الصغرى نانيس فأرسم لها موضوع الرسم أو أكتب لها موضوع التعبير ، و حين وصلت إلى الثانوي أستدعيت ليلة الإمتحان لألقنها مادة الإقتصاد إنقاذا لما يمكن إنقاذه !!!
و في بحر سيدي كرير الذي هو إمتداد لشاطيء العجمي الشائع عنه أن " الشيخ العجمي لا يحب البنات " ظللنا إيهاب و أنا لأكثر من ساعة نصارع دوامة فتية حتى مكننا الله في النهاية من إنقاذ شقيقتي أمل التي كان قد غلبها اليأس حين خاطبتنا : خلاص أخرجوا إنتوا ! لكننا خرجنا ثلاثتنا سالمين بفضل الله ربما مكافأة لنا على تكاتف سواعدنا ...
حين تخرج إيهاب مهندسا غلبت عليه البيئة الفنية التي نشأ فيها فضلا عن موهبته الشخصية و حساسيته المفرطة فكان لابد أن يصبح مهندسا فنانا أو فنان مهندس ، و قد كان فملأ جنبات "ستوديو عمار" فنا و إبداعا و إتقانا سنوات طوال و مازال يفعل رغم رحيل العملاق عمار الشريعي و رحيل إستوديو عمار ذاته !
و كان دائما من حظي نسخة مبكرة من إبداعات الإستديو ، و كيف لا يكون ذلك و أنا شقيق المهندس إيهاب نبيل
الذكريات تتداعى و الحكايات المشتركة ليس لها آخر، و لن يكون بإذن الله ، فقط أردت في هذا اليوم السعيد أن أطبع قبلة على جبين الأم التي أنجبت أخي إيهاب (هابي) و أن أقول له كل سنة و إنت طيب و سعيد و مبدع و قريب مني كما كنت دائما مهما سببت ظروف الحياة من تباعد اللقاءات.
طارق فهمي حسين
16 نوفمبر 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق