كُلنا يعرف ذلك الكُرسي المصنوع من الخيزران أو خشب الزان ذو القاعدة من القش أحياناً أو من الخشب الأبلكاش أحياناً أُخرى، جميعنا كان يراه في المقاهي و سُرادقات العزاء و الأفراح ، و " الجمعيات العمومية " هُنا و هُناك ، و ذلك قبل أن يحل محله ذلك الكُرسي القبيح المصنوع من الحديد و المكسو بأردأ أنواع القطيفة الحمراء أو الكُحلي وذو التصميم الغير مُريح للجالس على الإطلاق ، هل منكُم من يعرف إسم هذا الكُرسي العريق الجميل ،إنه ذات الكُرسي الذي كان " يفُض" الكثير من الأفراح الشعبية و أحياناً الريفية ، هو بطل المُصطلح الشهير : " كُرسي في الكلوب " ! فهل منكُم من يعرف له إسماً إشتهر به نسبةً إلى المصنع الذي كان يُنتجه ( و فيما يبدوا لا زال يُنتجه مُنذ أكثر من خمسة و سبعون عاماً و حتى اليوم ) ؟
إنه " كُرسي العفي " كما كُنتُ أقرأ إسمه مكتوباً " بالبُنط العريض " في إعلان عملاق الحجم منصوباً فوق إحدى عمارات شارع الأزهر العتيق العريق و تحت الإسم رسم كبير يظهر فيه " كُرسي العفي " و قد وضع فيل ضخم إحدى قدميه الأماميتين على قاعدة الكُرسي مُدللاً على متانته و قوة تحمله !( و هي فكرة تمت سرقتها بعد ذلك بعقود طويلة في إعلان مُتلفز سخيف عن غطاء قاعدة مرحاض !!) كان ذلك في طفولتي في الستينيات من القرن الماضي حين كانت أُمي تصحبني في الكثير من أيام الخميس أو الجُمعة في سيارة أُجرة أحياناً ، أو في سيارة أبي - حين تسمح لنا الصحافة و السياسة به لبعض الوقت - أحياناً ، و أحياناً أُخرى - مُدهشة - في عربة حنطور !! مُخترقين شارع الأزهر مرات ، أو عبر باب الخلق إلى تحت الربع فبوابة المتولي مراتٌ أُخرى، و سواء إتخذنا هذا الطريق أو ذاك فالوجهة كانت دائماً إلى حارة الروم و تحديداً إلى " عطفة شمس " حيثُ كان يقطن في ذلك الزمان ذلك الرجُل الأسطوري القادم من بلاد المغرب العربي .. الحاج محمد الحكيم ... جدي لأُمي ... لكن تلك قصةٌ أُخرى ...
طارق فهمي حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق