محمد مُحسن و الغناء الذي لا ينتهي ...
ساقني حسن حظي منذ بضعة أيام لأن يقع بصري على هذا الألبوم الغنائي ، أو – للدقة – الـ Mini album ، كما كُتب على غلافه بخط صغير – في أمانة محمودة – و الذي يحمل إسم : “اللف ف شوارعك ” للمطرب الشاب محمد محسن الذي يتجه نحو القمة بخطى ثابتة ، و رغم أنني من جيل تشبع سمعا , و طرباً من فرط ما عاصر من قمم الغناء حتى لم يعد لدينا ،أو ” لدي ” حتى لا أسقط في فخ التعميم ،طموح إنتظار المزيد من جميل الأصوات ، إلا أن ما أسعدني به الزمن من أخوة و رفقة عمر مع مهندس الصوت الفنان إيهاب نبيل كان سببا في معرفتي بإسم “محمد محسن ” و الإطلاع على بعض شدوه ، و لما كنت قد لمست و توسمت خيراً كثيراً في صوته الجميل مثقف النبرة عظيم الموهبة ،فقد سعدت حين وقع بصري على هذا الألبوم و بالتالي لم أتردد في إقتناء نسخة منه ، و هو القرار الذي زاد يقيني بصحته بمجرد أن فرغت من الإستماع لأغانيه الستة المرة تلو الأخرى .
يبدأ محمد محسن شدوه بأغنية بعنوان ” أغاني تملا الحي ” و التي يعلن مؤلفها مايكل عادل في مطلعها و بثقة و حزم أنه : ” عُمر الغُنا ما بينتهي ” و هو تصريح له – في رأيي المتواضع – الكثير من الأسباب التي لها وجاهتها و لعل أهمها أن فن الغناء العربي مازال قادراً على تقديم أصوات في أصالة و سخاء صوت محمد مُحسن ذاته ، فكانت الأغنية بداية موفقة للألبوم الذي يمضي على مدار أغانيه ( الستة ) في طريق الطرب و عذوبة المعاني و الألحان في آن معاً ، و قد توزعت كتابة كلمات خمسة من الأغاني الست كلا من مايكل عادل الذي تحمل كلماته و تراكيب جمله نكهة جديدة و متميزة ، و الشاعر راسخ القدمين مُصطفى إبراهيم ، و قد يأخذ البعض – و لعلي منهم – على أغلب الأغاني الإقتضاب خاصة و أن الألبوم – تكراراً – يقتصر على ستة أغاني ، و هو ما لا يشبع نهم المستمع للمزيد من هذا الفن الجميل الذي تضافر فيه جمال الألحان ( التي تقاسمها رامي يعسوب و محمد محسن نفسه ) ، و الكلمات مع صوت محمد مُحسن الذي كلما تستمع إليه تزداد تعطشاً للمزيد .
و بمناسبة الألحان فأجدني مضطراً لمراجعة محمد محسن ( المُلحن ) و الذي لا تقل موهبته في التلحين كثيراً عن موهبته كمُطرب ، أقول أجدني مضطراً لمراجعته بخصوص الأغنية الوحيدة في الألبوم التي لم يكتبها ثنائي التأليف الجميل الذي تحدثنا عنه ، ألا و هي درة تاج الألبوم و رائعة الراحل نجيب سرور ” البحر بيضحك ليه ” حيث إرتأى مطربنا ، و ملحننا الشاب محمد محسن أن يتجاوز اللحن التاريخي للأغنية و الذي وضعه و غناه منذ عقود فنان الشعب الشيخ إمام عيسى ، و هذا الأمر ليس جديد و لا بدعة فقد تعرضت الكثير من ألحان الشيخ إمام للتجاهل و إعادة التلحين على يد الكثير من الملحنين و المطربين الصاعد منهم و الشهير ، و رغم أنه في كل مرة لم تنجح أي من هذه الألحان في ان تحل محل الحان شيخنا الراحل في سمع و وجدان المستمع المصري و العربي ، حتى و إن تفوق اللحن الجديد فنياً على لحن الشيخ إمام ، و لذلك أسباب يطول شرحها و ليست كلها فنية بحتة ، اللهم إلا إذا كان المستمع لم يسمع من قبل الأغنية موضوع إعادة التلحين بلحن الشيخ إمام ، إلا أننا هذه المرة أمام ” محاولة ” لم أتمكن من إستيعابها بشكل كامل ! فاللحن الذي وضعه مطربنا و ملحننا الشاب لأغنية ” البحر بيضحك ليه ” لم يتمكن من الخروج من أسر اللحن التاريخي للشيخ إمام ، أو هكذا ” صورت ” لي أذني المدربة على موسيقى الشيخ إمام على مدار بضعة عقود من الزمان ، و لعلي أكون مخطئاً ، خاصة مع إعترافي بأنني مجرد مستمع عادي غير متخصص ، و قد يمتلك الفنان الجميل محمد محسن من النوت الموسيقية المكتوبة ما يفند تصوري هذا ، لكنني – فيما أزعم – أمتلك كلمة جديرة بأن تُسمع بصفتي ” بعض ” من الجمهور المستمع ، و الذي هو سيد العملية الفنية الأخير فيما أعتقد ، لذا كنت أتمنى أن يلتزم مطربنا الموهوب باللحن الأصلي للشيخ إمام و أن يضع إسمه أمام الأغنية على غلاف الألبوم و لكان ذلك أكثر ” نُبلاً ” على نحو جدير به محمد مُحسن الذي يدخل إلى أسماعنا و وجداننا دخول الفاتحين عن جدارة و إستحقاق .
أخيرا فإن إختيار صورة غلاف الألبوم كان موفقا إلى أبعد الحدود حيث تمثل في صورة محمد محسن متشحا بالكوفية الفلسطينية أو “ الحطة “ ، و التي صارت منذ زمن طويل، و عن إستحقاق دُفعت فيه أنهار من الدماء الزكية ، رمزا و شعارا لكل الثوار و الأحرار في العالم ، في إشارة لا تُخطئها العين إلى ثورية الألبوم على مستوى الكلمات و معانيها ، و حتى الألحان ، و هي ثورية ذات مذاق خاص للغاية حيث لم تسقط في فخ الخطابية و لم تتخل عن أصالة التطريب .
نعم ، هو ألبوم جدير بالسمع ، و حقاً : “ عُمر الغُنا ما بينتهي “ مادام هناك مواهب من معدن موهبة محمد مُحسن .
يبدأ محمد محسن شدوه بأغنية بعنوان ” أغاني تملا الحي ” و التي يعلن مؤلفها مايكل عادل في مطلعها و بثقة و حزم أنه : ” عُمر الغُنا ما بينتهي ” و هو تصريح له – في رأيي المتواضع – الكثير من الأسباب التي لها وجاهتها و لعل أهمها أن فن الغناء العربي مازال قادراً على تقديم أصوات في أصالة و سخاء صوت محمد مُحسن ذاته ، فكانت الأغنية بداية موفقة للألبوم الذي يمضي على مدار أغانيه ( الستة ) في طريق الطرب و عذوبة المعاني و الألحان في آن معاً ، و قد توزعت كتابة كلمات خمسة من الأغاني الست كلا من مايكل عادل الذي تحمل كلماته و تراكيب جمله نكهة جديدة و متميزة ، و الشاعر راسخ القدمين مُصطفى إبراهيم ، و قد يأخذ البعض – و لعلي منهم – على أغلب الأغاني الإقتضاب خاصة و أن الألبوم – تكراراً – يقتصر على ستة أغاني ، و هو ما لا يشبع نهم المستمع للمزيد من هذا الفن الجميل الذي تضافر فيه جمال الألحان ( التي تقاسمها رامي يعسوب و محمد محسن نفسه ) ، و الكلمات مع صوت محمد مُحسن الذي كلما تستمع إليه تزداد تعطشاً للمزيد .
و بمناسبة الألحان فأجدني مضطراً لمراجعة محمد محسن ( المُلحن ) و الذي لا تقل موهبته في التلحين كثيراً عن موهبته كمُطرب ، أقول أجدني مضطراً لمراجعته بخصوص الأغنية الوحيدة في الألبوم التي لم يكتبها ثنائي التأليف الجميل الذي تحدثنا عنه ، ألا و هي درة تاج الألبوم و رائعة الراحل نجيب سرور ” البحر بيضحك ليه ” حيث إرتأى مطربنا ، و ملحننا الشاب محمد محسن أن يتجاوز اللحن التاريخي للأغنية و الذي وضعه و غناه منذ عقود فنان الشعب الشيخ إمام عيسى ، و هذا الأمر ليس جديد و لا بدعة فقد تعرضت الكثير من ألحان الشيخ إمام للتجاهل و إعادة التلحين على يد الكثير من الملحنين و المطربين الصاعد منهم و الشهير ، و رغم أنه في كل مرة لم تنجح أي من هذه الألحان في ان تحل محل الحان شيخنا الراحل في سمع و وجدان المستمع المصري و العربي ، حتى و إن تفوق اللحن الجديد فنياً على لحن الشيخ إمام ، و لذلك أسباب يطول شرحها و ليست كلها فنية بحتة ، اللهم إلا إذا كان المستمع لم يسمع من قبل الأغنية موضوع إعادة التلحين بلحن الشيخ إمام ، إلا أننا هذه المرة أمام ” محاولة ” لم أتمكن من إستيعابها بشكل كامل ! فاللحن الذي وضعه مطربنا و ملحننا الشاب لأغنية ” البحر بيضحك ليه ” لم يتمكن من الخروج من أسر اللحن التاريخي للشيخ إمام ، أو هكذا ” صورت ” لي أذني المدربة على موسيقى الشيخ إمام على مدار بضعة عقود من الزمان ، و لعلي أكون مخطئاً ، خاصة مع إعترافي بأنني مجرد مستمع عادي غير متخصص ، و قد يمتلك الفنان الجميل محمد محسن من النوت الموسيقية المكتوبة ما يفند تصوري هذا ، لكنني – فيما أزعم – أمتلك كلمة جديرة بأن تُسمع بصفتي ” بعض ” من الجمهور المستمع ، و الذي هو سيد العملية الفنية الأخير فيما أعتقد ، لذا كنت أتمنى أن يلتزم مطربنا الموهوب باللحن الأصلي للشيخ إمام و أن يضع إسمه أمام الأغنية على غلاف الألبوم و لكان ذلك أكثر ” نُبلاً ” على نحو جدير به محمد مُحسن الذي يدخل إلى أسماعنا و وجداننا دخول الفاتحين عن جدارة و إستحقاق .
أخيرا فإن إختيار صورة غلاف الألبوم كان موفقا إلى أبعد الحدود حيث تمثل في صورة محمد محسن متشحا بالكوفية الفلسطينية أو “ الحطة “ ، و التي صارت منذ زمن طويل، و عن إستحقاق دُفعت فيه أنهار من الدماء الزكية ، رمزا و شعارا لكل الثوار و الأحرار في العالم ، في إشارة لا تُخطئها العين إلى ثورية الألبوم على مستوى الكلمات و معانيها ، و حتى الألحان ، و هي ثورية ذات مذاق خاص للغاية حيث لم تسقط في فخ الخطابية و لم تتخل عن أصالة التطريب .
نعم ، هو ألبوم جدير بالسمع ، و حقاً : “ عُمر الغُنا ما بينتهي “ مادام هناك مواهب من معدن موهبة محمد مُحسن .
طارق فهمي حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق