الخميس، 7 ديسمبر 2017

حسن زكي و المراكب التي ترسو في خليجه .




حسن زكي و المراكب التي ترسو في خليجه .
========

مُنذ يومين حضرتُ إحتفالية توزيع جوائزمحمد عفيفي مطر للشُعراء تحت سن ٤٠ ،     و ذلك في أتيليه " ضي " أو مُنتدى محمد عفيفي مطر بالمُهندسين و بدعوة كريمة من الصديق الشاعر الصحفي السينمائي محمد حربي الذي غمرني بنبله ( و كنتُ منذ مُدة لا أحسبها قد دخلت مكتباً بجريدة الأهرام فوجدته " يعج" بجميل البشر ضيوفاً على صاحبي المكتب النبيلين : أُسامة الرحيمي و محمد حربي ) ، في نهاية الإحتفالية إستمتعنا بشدو فنان حالم الهيئة و الأداء يجلس مُحتضناً عوده في حنو مُنشغلٌ عنا ، و لكن من أجلنا ، بما يشدو به ، هو الفنان الشاعر المُلحن المُطرب فنان الخط العربي ( أيضاً ) حسن زكي ، شدا ليلتها ببعض من أجمل أغاني عبد الوهاب و بعض من أغاني سيد درويش ، و على إستحياء - لا أرى له مُبرراً بحُكم ما سمعت - سحرنا بإثنتين من أغانيه الخاصة التي لحنها ، كانت منهُما أُغنية من تلحينه و من كلمات الشاعر حسن رياض يقول مطلعها " اللي اشترى منك ... ما وزنش" ، و مُنذ تلك الليلة و حتى هذه اللحظة أنا لا تُغادر رأسي هذه الغنوة لحناً و صوتاً و كلمات ، بل أجدُني و دون وعي "أُدندن" بها و تجري كلماتها على شفتي مُتجاهلاً طبيعة صوتي المُفارق تماماً لفن الغناء و الطرب ، بالبحث على الإنترنت تكشف لي أن حسن زكي قامةٌ معروفة في الأوساط الثقافية ( الحقيقية ) و أنه عمل في الأوبرا ، و عمل مع أغلب الفنانين الموجودين على الساحة، كما كون أكثر من فرقة فنية في إطار مشورعه الفني الذي ترك الأوبرا من أجل تحقيقه ،  و أنه يحمل جوائز هامة " على غير سياسة الجهات التي تمنحها " على حد تعبيره المُهذب الدقيق ، لكني - و كالعادة - لم أكُن قد إلتقيته أو تعرفت على فنه إلا أمس الأول ، و أقول " كالعادة " لأن ذلك حالي مُنذ بدأت أخيراً مُنذُ نحو عامين الخروج من كهفي إلى عالمي الأصلي الرحب عالم الثقافةُ و الفن و الأدب " ذلك العالم الذي نشأتُ و تربيتُ بين جنباته و نهلت من شهده أطيب المذاق ، ثُم إقتضت أحداثٌ شخصيةٌ جسام أن أنسحب إلى كهف ذاتي و أكتفي من الغنيمة بالقراءة وحدها ، فعُذراً حسن زكي أني تأخرتُ كثيراً لكن و كما يقولون أن تصل مُتأخراً خيرٌ من ألا تصل أبداً ، و لعك تقبلُ عُذري حين تعرف مثلاً أنني لم أطلع على أشعار أمين حداد إلا مُنذُ عامين فقط ، نعم أمين حداد ، و ما أدراك ما أمين حداد ، بل أكيد أن مثلك يدري تماماً ما أمين حداد .
يومين بليلتين إذن - حتي الآن و أنا أدندن :


 اللي اشترى منك ما وزنش 

فماتحزنش 
و لا تشكي له
مع إن الأحزان بالكيلو
أو يمكن ربك ما أذنش
اللي اشترى منك أهو باع
ليك ف العشق و ليك أتباع
ليك في الجرح ليالي و باع
فماتحزنش و ماتشكيش
على أهون أسباب ماتجيش 
أو على أهون أسباب تيجي
مركب و بترسى ف خليجي 
شايلة الزينة و قلبي ما زانش
فما تحزنش و لا تشكيله 
مع إن الأحزان بالكيل 
أو يمكن ربك ما أذنش
اللي اشترى منك ... ما وزنش.
هذه كلمات الغنوة و من المؤسف أن سطوري هذه لا تستطيع أن تنقل اللحن و الصوت ، و اللذان لا يقلان جمالاً عن الكلمات التي تقول شطرة منها :" مركب و بترسى ف خليجي " و هي شطرة على جمالها إلا أنني أرى أنه ليس مركباً واحداً، و إنما أرى كثيراً من مراكب الفن و الإبداع  ترسو ، و سوف يرسو المزيد منها ، في خليج " حسن زكي " الفني البديع . 



طارق فهمي حسين
٥ ديسمبر ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق