الاثنين، 11 ديسمبر 2017

١٣ نوفمبر

  • ١٣ نوفمبر 
  • ======




  • ذكرى ميلاد القديس عبد الرحمن الخميسي الشاعر المُناضل الكاتب الموسيقار الأديب السنيمائي ، و الأهم من كُل هذه المواهب المُتعددة : الإنسان ...
  • من عاش في مصر و الوطن العربي في القرن العشرين و لم يعرف عبد الرحمن الخميسي ، أو حتى لم يلقه و لو مرة واحدة ، فقد فاته الكثير ، فقد كان عبد الرحمن الخميسي حسب ما رأيته في مطلع شبابي و كأنه المادة الخام للإنسانية ، و كأن من " عبد الرحمن الخميسي " يُصنع الإنسان ، لكنه الإنسان في بعض من أجمل و أروع تجلياته ، الإنسان نبع الحُب و الفن و المواهب ، الإنسان الطفل الساخر المُشاغب المُتمرد ، الإنسان المُحب الذي يذوب رقةً و عشقاً و يختلط لديه حب الوطن و ترابه و جدران حواريه بحُب المرأة الجميلة المعشوقة الزوجة أُم الأولاد ... هوعبد الرحمن الخميسي الذي لم يخضع طيلة حيلته الحافلة لسُلطة أو سُلطان ، بل سخر منهُم جميعاً أينما وجدوا ، و كُلما حاولوا أن يضموا جناحيه إلى جسده و يُدخلونه إلى إحد أقفاصهم أو إحدى حظائرهم فإذا به يُلقي عليهم و على عسسهم شباك سخريته شعراً أو أدباً أو مقالاً أو أي مما لا تفرغ منه جُعبته من فنون ! عبد الرحمن الخميسي الذي يروي لنا إبنه الأديب الكبير د. أحمد الخميسي في قصته البديعة : " بيت جدي " أنه حين صحبته والدته ليزور أبيه في السجن و رآه مكبلاً بالأصفاد مع سجانه ، رفع عبد الرحمن الخميسي يده عالياً مُحيياً إبنه رافعاً بالضرورة يد السجان معه مُخاطباً إبنه الصغير : " أنظر لقد قمت بسجن هذا الرجل لأنه شقي "
    نعم هذا هو عبد الرحمن الخميسي الذي بجُملة واحدة حول سجانه إلى سجينه فقلب السحر على الساحر !
    عبد الرحمن الخميسي الذي أحب مصر التي أنجبته و أهلها الذين خرج من صلبهم حباً عظيماً فأهداهم " سُعاد حُسني " و " محرم فؤاد " و عشرات ، إن لم يكُن مئات ، من الفنانين و الأُدباء و الصحفيين الذين تعهد مواهبهم برعايته و فتح لهم طريق الوصول إلى الناس على مدار حياته كلها ، كما أهداها فلذات كبده من الأبناء بل و الأحفاد من المسكونين بإمتدادات مواهبه المُتعددة فإنطلقوا يملأون حياتنا أدباً و شعراً و موسيقى و تمثيلاًو إخراجاً ، و عن نفسي فقد دفعني حُبي " للعم " عبد الرحمن أن أقتفي أثره فيمن أسعدتني الأيام بمعرفته من أبناءه ، فهذا خالد الخميسي جار و صديق الطفولة و حرص دائم على دوام التواصل ، ثُم أسعدني الحظ أيما سعادة إذ إلتقيت د. أحمد الخميسي الذي يوماً بعد يوم يستقر في نفسي ما يُشبه اليقين بأن روح عبد الرحمن الخميسي التي لا يتسع لها جسد و لا يستوعبها عُمرٌ واحد ففاضت و إمتدت لتواصل ألقها و عطائها في جسد جديد و حياة جديدة في شخص أحمد الخميسي الذي يحمل - فضلاً عن الموهبة - الكثير من صفات القديس شكلاً و صوتاً و طيبة و خفة ظل بارك الله في عُمره ، ثُم شرفتني أيضاً صداقات جديدة عبر فيسبوك مع السيدة / ضياء الخميسي ، و السيدة عزة الخميسي ، و لهم جميعاً أقول : كُل عام و أنتم و كُل إخوتكم و الأبناء و الأحفاد بخير و سعادة تحتفلون معاً و معنا جميعاً عاماً بعد عام بالذكرى العطرة لميلاد " القديس " عبد الرحمن الخميسي رحمه الله
    و أتمنى عليكُم ، و على كُل من يعرف قيمة عبد الرحمن الخميسي أن يسعى لإعادة طبع أعماله ، و لتكريمه بما يليق به ، و كُل عام و أنتُم بخير و الذكرى حية و عطرة و موحية .


  • طارق فهمي حسين
  • ١٣ نوفمبر ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق