نور الشريف يترجل
إذن فقد غادرنا عادل إبن عائلة اﻷستاذ عوض ، و لعل الكثيرين من الأجيال الجديدة ممن لم يعاصروا المسلسل التلفزيوني العظيم “ القاهرة و الناس” لا يعرفون من هو عادل هذا و من كانوا إخوته ؟! كانت شخصية عادل هي الإطلالة الأولى لصاحب الوجه الباسم و العينان المتقدتان بالذكاء و الموهبة الفنية شديدة الغزارة محمد جابر أو “ نور الشريف “ دخل إلى بيوتنا و إلى قلوبنا نور الشريف من باب القاهرة و الناس في نهاية الستينيات و أوائل السبعينيات من القرن الماضي فلم يخرج منها حتى يومنا هذا ، و لن تكون مغادرته دنيانا اليوم سببا لأن يغادر قلوبنا و وجداننا لا اليوم و لا غدا …
رحل اﻷمير الطائر كما عرفته خشبة مسرح القاهرة للعرائس … رحل حسن عز الرجال أو حاتم زهران أو عبد الغفور البرعي … أو كمال عبد الجواد… ….رحل أمير مملكة اﻷداء الطبيعي في السينما و التلفزيون و على خشبة المسرح … رحل نور الشريف واحدا من أعز رفاق وعينا الفني على مدار أكثر من خمسة و أربعون عاما …
تقول المواقع اﻹخبارية أن نور الشريف قدم أكثر من 170فيلما سنيمائيا فضلا عن أعماله التلفزيونية و اﻹذاعية و بعض اﻷعمال المسرحية … و أقول أنه لو لم يقدم نور الشريف على مدار حياته الفنية سوى القاهرة و الناس و لن أعيش في جلباب أبي و أيام الغضب و كتيبة اﻷعدام و زمن حاتم زهران و سواق الأتوبيس ، و دماء على الأسفلت لكان ذلك كافيا ﻷن يتبوأ قمة عالية بين أبناء جيله ، و منهم عمالقة مثله ، لكن نور الشريف لم يضع يوما واحدا على مدار ما يقرب من نصف قرن دون أن يقدم لنا عملا جديدا و فنا جيدا و يصل يوما بعد يوم إلى آفاق جديدة في فن اﻷداء التمثيلي .
رحل اﻷمير الطائر كما عرفته خشبة مسرح القاهرة للعرائس … رحل حسن عز الرجال أو حاتم زهران أو عبد الغفور البرعي … أو كمال عبد الجواد… ….رحل أمير مملكة اﻷداء الطبيعي في السينما و التلفزيون و على خشبة المسرح … رحل نور الشريف واحدا من أعز رفاق وعينا الفني على مدار أكثر من خمسة و أربعون عاما …
تقول المواقع اﻹخبارية أن نور الشريف قدم أكثر من 170فيلما سنيمائيا فضلا عن أعماله التلفزيونية و اﻹذاعية و بعض اﻷعمال المسرحية … و أقول أنه لو لم يقدم نور الشريف على مدار حياته الفنية سوى القاهرة و الناس و لن أعيش في جلباب أبي و أيام الغضب و كتيبة اﻷعدام و زمن حاتم زهران و سواق الأتوبيس ، و دماء على الأسفلت لكان ذلك كافيا ﻷن يتبوأ قمة عالية بين أبناء جيله ، و منهم عمالقة مثله ، لكن نور الشريف لم يضع يوما واحدا على مدار ما يقرب من نصف قرن دون أن يقدم لنا عملا جديدا و فنا جيدا و يصل يوما بعد يوم إلى آفاق جديدة في فن اﻷداء التمثيلي .
من ينسى دور عمر بن عبد العزيز الذي أشيع بعد أن أدى شخصيته ببراعة أنه سوف يعتزل ، و لا ندري عله فكر وقتها فعلا في الإعتزال ، لكن إعتزال نور الشريف بالتأكيد لم يكن خيارا متاحا له يوما ، فهو و موهبته أشبه بفارس يمتطي صهوة فرس جامح قد يملك البراعة للسيطرة عليه و التحكم فيه ، لكنه لا يملك إيقافه أو إدخاله إلى حظيرة الإعتزال .
كنت كمشاهد دائما ما أجلس مشدوها أمام أداء نور الشريف متعجبا من إسلوبه الذي لا أظن أنه درسه في المعهد أو تلقاه عن مخرج ، بل نحته بنفسه و ساعدته في ذلك موهبة لا تنضب ، فقد كانت كل خلجات نور الشريف تؤدي و تبعث الحياة في الشخصية التي يؤديها ، كانت كل خلاياه تمثل ، و كان في ذات الوقت لا يمثل علي الإطلاق ، نظرته الغاضبة ، حركات يديه ، إبتسامته التي تكون خبيثة أو بريئة أو محبة حسب المشهد و حسب الشخصية ، حتى خطوات قدميه كانت تؤدي بعبقرية ، من منا لم يلاحظ خطوات حسن عز الرجال و هو يعبر الشارع محملا بكل سنوات السجن ظلما و فقدان الإعتبار و الخوف من المجتمع ؟!!!
الحديث يطول و الكلمات تعجز ، لكنها إرادة الله التي لا نملك لها إلا الصبر و الحمد …
رحل نور الشريف لترحل معه قطعة غالية من وجدان كل منا نحن الملايين الذين نهلنا من نبع موهبته على مدار ما يقرب من خمسة عقود من الزمان أمتعنا و أضحكنا و أبكانا و علمنا و طهر أرواحنا أحيانا نور الشريف الإبن و الأخ و الصديق و الحبيب و الأب للملايين من المشاهدين في كل دور أداه بل أقول “ عاشه “ و عشناه معه … سلام عليك ، و لا أقول سنفتقدك ، بل سنجلس إلى أعمالك نشاهدها مرات و مرات و نتذوقها على مهل كما لو كنا نشاهدها لأول مرة ، و قد أعفيتنا برحيلك النبيل من مواصلة اللهاث وراء موهبتك الجامحة في أعمال جديدة ، و إن كنا – بعد – لم نكتفي من تلك الموهبة ، لكنها إرادة الله و لا نملك لها ردا ، و هو أيضا حقك في أن تستريح منا و من الإحتراق لتضيء لنا بفنك و موهبتك طريقا للحق و الخير و الجمال … سلاما نور الشريف .
طارق فهمي حسين
١١ أغسطس ٢٠١٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق