لو كان بخاطري ...
مقصودةٌ كانت أم غير ذلك فإني أراها على أي حال مُفارقة ذات مغزى ،أعني ذلك الدويتو الغنائي الجديد و الجميل الذي تشدو به آمال ماهر بالإشتراك مع المُطرب الخليجي راشد الماجد ، أقول أنه مُفارقة ذات مغزى حميد بالمُناسبة إذ يأتي طرح هذا الدويتو الغنائي الجميل في هذا التوقيت وسط أجواءالخلاف السياسي بين الحُكام في كُل من مصر و أكثر من دولة خليجية شقيقة ،
و أقول مُحدداً أن الخلاف هو بين حُكام و حكومات كما كان دائما حيثُما وقع خلاف بين دولة عربية و أُخرى ، أما الشعوب ، أو للدقة الشعب العربي في هذا القُطر أو ذاك فإن أقصى ما يُمكن أن تصل إليه أصداء الخلاف في كُل مرة ، و على إختلاف الدول التي تقع بين حكوماتها تلك الخلافات تصل إليه أصداء الخلاف في كُل مرة ، و على إختلاف الدول التي تقع بين حكوماتها تلك الخلافات أو التضارُب في المصالح - مصالح الحكومات و ليس الشعوب - أقول أقصى ما تصل إليه أصداءأو ظلال تلك الخلافات على الشعب في هذا القُطر أو ذاك هو تبادُل التراشُق بالنكات و لُغة السُخرية ، و أحيانا " المُعايرة " ببعض العادات السلبية الشائعة لدى هذا الطرف أو ذاك ، و هو أمر لا، و أحيانا " المُعايرة " ببعض العادات السلبية الشائعة لدى هذا الطرف أو ذاك ، و هو أمر لا يتجاوز ما يقع بين أهل بحري و الصعيد ، أو حمص و حماة ، أو ما يتندر به أهل غزة على أهليتجاوز ما يقع بين أهل بحري و الصعيد ، أو حمص و حماة ، أو ما يتندر به أهل غزة على أهل الخليل مثلاً على سبيل الفلكلور لا أكثر ، أو حتى المُعايرة بالأكلات الشعبية التي يشتهر بها هؤلاء أو أولئك و هي للمُفارقة أيضا ذات الأكلات التي يتهافت عليها ذات الساخرون حين يحلون زائرين أو عاملين أو مُستثمرين أو حتى " سائحين " هنا او هناك سواء كانت تلك الأكلة طبقا من الفول المدمس أو صحنا من الكبسة أو وعاءاً شهيا من من " الكوسكوس " أو التبولا ... إلى آخر تلك الأطباق الشهيرة الرائعة ، و التي هي جُزء عزيز من ثقافتنا و ملامحنا كشعب عربي في هذا القُطر أو ذاك .
و حتى هذا التراشُق أو التنابُز الذي يتم تبادله على المُستوى الشعبي حين تختلف السُلطات الحكمة لم يكن ليقوم له وجود لولا " الدوي عالودان " الذي له مفعول السحر كما يُنبهنا المثل الشعبي الشهير ، و الذي تتولاه في كُل مرة أبواق إعلام السُلطة لدى كُل طرف وقت الخلاف ، و هي أبواق نصفُها مجازاً ب " الإعلامية " إستناداً فقط لما تستخدمه من وسائل مقروءة و مسموعة و مرئية و مسموعة فضلاً عن الفضاء الإلكتروني لشبكة الإنترنت ، و الذي كانت إحدى أبرز تجلياته أعني هذا الدوي واقعة مُباراة كُرة القدم بين الشقيقتين مصر و الجزائر مُنذ بضع سنوات .
إذن تأتي هذه " الغنوة " الثُنائية الرقيقة ، لا أقول كتهدئة للنفوس و إلا كان هذا فرط سذاجة ، و لا هي بالطبع وسيلة لحل هذا الخلاف أو ذاك ، إنما ما إستوقفني في الأمر دلالة رمزية ما ، رُبما تحمل في طياتها إشارات طمأنة بأن ما بين مكونات هذا الشعب العربي الواحد من تواصل و تناغُم ما لا تُضعفه حماقات السياسة و أطماعها ، و لا تنال من عُمقه خلافات الحُكام و إن خدشت سطحه.
أما على المُستوى الفني فإن الغنوة جميلة و صوت آمال ماهر يتجاوز مُحاولات التقييم أو المديح ، أما راشد الماجد فأعترف بأن هذا الدويتو كان التعارُف الأول بين أُذني كمُستمع متواضع و بين صوته الجميل رغم شهرته الواسعة بين مُطربي الخليج العربي ، و أظنها خطوة موفقة بل خطوة واسعة نحو تعارف على نطاق أوسع مع الجمهور المصري ، وما أدراك ما الجمهور المصري ،نحو مكانة فنية أكبر ، و من يدري عله يقترب بعد العديد من السنوات من الآن و عبر العديد من الأعمال الغنائية ذات المستوى و لو قليلاً من المكانة العالية لفنان العرب محمد عبده لدى الجمهور المصري ، تلك المكانة التي لم يحققها قبله و لا بعده حتى الآن مُطرب أو مُطربة خليجي لدى المصريين ، بصرف النظر بالطبع عن بعض محاولات التملق السياسي الغنائية التي يُقدمها البعض
من حين لآخر ، و التي تُثبت في كُل مرة عكس ما تهدف إليه ، ألا و هو أن السياسة زائلة و الحُكام غاربون ، و لا يبقى للفنان الحقيقي و لا يصنع تاريخه و مكانته الراسخة لدى الناس سوى الفن الجميل وحده .
طارق فهمي حسين
ديسمبر 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق