الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

رحيل المدفعجي.




رحل عن دنيانا في هدوء عهدناه منه طيلة حياته كابتن مصر و نجمها حسن الشاذلي ...
و للأجيال التي ﻻ تعرف من هو حسن الشاذلي : هو واحد من أهم نجوم كرة القدم المصرية على مدار تاريخها و هو ﻻعب نادي الترسانة و نجمه اﻷول في العصر الذهبي لنادي الترسانة ( 1959 إلى 1978 ) ، هو هداف منتخب مصر اﻷول في البطوﻻت اﻹفريقية برصيد 12 هدفا في ثلاث بطوﻻت ، و بلغ عدد أهدافه مع المنتخب عموما 39 هدفا ، و هو كبير هدافي الدوري العام المصري حتى هذه اللحظة برصيد 187 هدفا ، و هو أحد طرفي واحد من أهم و أخطر ثنائيات كرة القدم المصرية في تار يخها مع زميله و رفيق عمره مصطفى رياض هداف دورة طوكيو اﻷولمبية عام 1964 ... و أهم من كل ذلك أن حسن الشاذلي كان واحدا من تلك الفئة القليلة التي حولت كرة القدم من مجرد لعبة إلى رسالة أخلاقية فكان قدوة داخل الملعب و خارجه ، و لعل اﻷجيال التي عاصرته تتذكر أنه واحد من اللاعبين الذين ﻻ نتذكر لهم أي إيقافات أو إنذارات أو إشتباكات داخل الملعب ، بل نتذكر فقط قوة تسديداته الر هيبة ، و الكرات التي تمزقت و تم تغييرها أثناء المباريات نتبجة تسديدة أو أخرى للشاذلي تصطدم بالقائم أو العارضة فتتمزق الكرة من قوتها ، أو تصيب الهدف فتمزق الشباك ، و نتذكر تسديداته الشهيرة للكرات الثابتة التي كانت تدور حول حائط المدافعين أو تمر من فوقه و تستقر في الشباك بشكل كاد أن يكو ن روتينا و علامة مسجلة بإسم الشاذلي !
لكن جيلي يتذكر أيضا أن حسن الشاذلي حين كان نادي الترسانة يمر بضائقة مالية و خزينته خاوية ، قام الشاذلي ببيع سيارته الخاصة بمبلغ ستمائة جنيها و وضع المبلغ كاملا في خزينة النادي !!!
و نتذكر أيضا أنه في الموسم الكروي التالي ﻹعتزال الشاذلي و توأمه الكروي مصطفى رياض معا عانى الترسانة من التعثر و مواجهة شبح الهبوط للمرة اﻷولى ، و كان الشاذلي و مصطفى رياض خارج مصر يعمﻻن معا في تدريب إحدى الفرق العربية ، و لم يكن قد تبقى من عمر الدوري في مصر سوى خمسة أسابيع ، فقام الشاذلي و رياض بإنهاء تعاقدهما كمدربين و عادا فورا إلى مصر  و لعبا المباريات الخمس و تبادﻻ تسجيل اﻷهداف ففاز الترسانة بالخمس مباريات كلها و نجا من شبح الهبوط ، ثم عاد الشاذلي و رياض إلى إعتزالهما ....
عاش الشاذلي عمره الكروي كله بين جدران نادي الترسانة الفقير و لم يستجب يوما ﻹغراءات الأندية الكبرى المحلية و العربية ، لكنه ( إلى جانب على أبو جريشة ) كان الﻻعب الذي أجمعت على حبه و إحترامه جماهير اﻷهلي و الزمالك و كل الجماهير المصرية و العربية في زمنه الرائع الجميل ... حسن الشاذلي لم يكن مجرد ﻻعب كرة قدم عظيم بل و إسطوري لعبا و خلقا و سيرة و مسيرة ، و إنما كان رمزا من رموز عصر من عصور مصر الذهبية و وجها عزيزا من وجوه سنوات الصعود و المجد التي عاشتها مصر في تلك الحقبة التاريخية التي شهدت ضمن ماشهدت ريعان شباب حسن الشاذلي و صوﻻته و جوﻻته على النجيل اﻷخضر .....
رحم الله كابتن مصر الغالي حسن الشاذلي الذي رحل في هدوء و نبل يليق بأمثاله من الرجال .

طارق فهمي حسين
22 إبريل 2015





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق