دلال سعيد المغربي
=====
حرص الصهاينة على ألا تولد دلال و ملايين مثلها في وطنهم الفلسطيني ،فولدت في مُخيم فلسطيني في لبنان ، و على ألا تعود دلال إلى ذلك الوطن ، لكنهم يمكرون و يمكُر الله ، الذي كان له سبحانه تدبير آخر ، كذلك كان لدلال رأي آخر هو ذاته تدبير الرحمن ، فوضع الله يده فوق يد دلال التي تأبطت كلاشينكوفاً و إصطحبت معها ثُلة من أقرانها ، إستقلوا قوارب مطاطية و يمموا شطر وطنهم الذي لم يولدوا فيه و لم يروه من قبل ، ذهبوا في رحلة لصيد الخنازير ، وصلوا إلى شاطيء حيفا الذي يعرفونه من حواديت الأُمهات ، نزلوا إلى شاطئهم و خطوا فوق رمالهم و بدأت رحلةُ الصيد ، إصطادوا عدداً كبيراً من الخنازير ، عددٌ يستحيل عملياً صيده إذا كانت تلك البنادق في غير أيدي دلال و رفاقها …
تعبت دلال و الرفاق من كثرة ما اصطادوا و من كثرة ما أنشدوا من غناء لفلسطين ، فاستراحوا إلى الأبد و قفلوا عائدين إلى جنات تجري من تحتها الأنهار حيثُ ينتمون ليسكنوا بيوتهم الجديدة في “ الحي الفلسطيني “الكائن بالفردوس الأعلي من الجنة …
حرص الصهاينة على أن تولد دلال خارج فلسطين ، لكنهم عجزوا عن أن يمنعوها من أن تُدفن في فلسطين .
عاشت دلال المغربي أبد الدهر جميلةٌ وشابةٌ في سن العشرين الجميل الذي لن تتجاوزه أبداً .
طارق فهمي حسين
ديسمبر ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق